مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 06:09:00 م

هل التنجيم علم أم دجل ؟

هل التنجيم علم أم دجل ؟
هل التنجيم علم أم دجل ؟


 ما أكثر الناس الذين يشترون| الجرائد| لقراءة أبراجهم فقط، 

أو الذين ينتظرون |برامج التلفاز| المختصة بقراءة| الأبراج| وتوقعات |الفلك| لمختلف المواليد، 

فما هي حقيقة الأبراج؟

وهل هناك جوانب صحيحة فيما يسمونه علم التنجيم؟


يمكن تفنيد كل الجوانب المحيطة بالتنجيم فيما يلي:

أولاً) يحاول المنجمون إقناع الناس بأن ما يقومون به يستند إلى العلم

 وبأنهم ليسوا منجمين ولا يدًعون التنبؤ بالمستقبل بل هم يقرؤون تأثيرات الأفلاك و الأجرام على البشر

 فيقدمون الكثير من المصطلحات التي قد تبدو علميةً, و الكثير من الأرقام والإحصاءات، ويركزون على جوانب تشغل بال الكثيرين مثل |العمل |و|المال| و|العاطفة| وغيرها.

ثانياً) يصنّف المنجمون الناسَ حسب تاريخ ميلادهم إلى اثني عشر فريقاً 

وكل فريقٍ يتبع لبرجٍ فلكيٍ ما ,ويجب أن ينطبق ما يقولونه لمواليد ذلك |البرج |على مئات الملايين من البشر

 و لو حاولنا التدقيق فيما يقولونه لمواليد ذلك البرجِ لوجدناه غالباً مجرد كلامٍ عامٍ قد ينطبق على معظم الناس 

وغالباً ما نجد التناقض بين كلام |المنجمين| المختلفين.

ثالثاً) يدعي المنجمون بأن عدد الأبراج الفلكية هو اثنا عشر برجاً 

وهذا العدد هو المعروف منذ عهد| البابلين| ولكن العدد الصحيح المعروف اليوم هو ثلاثة عشر برجاً 

ما يعني أن ذلك التصنيف غير دقيق.

رابعاً) يقسّم المنجمون كل الأبراج إلى فتراتٍ زمنيةٍ متساوية 

فهم يعتقدون بأن| الشمس| تدخل في كل| برجٍ| وتبقى فيه لمدة شهرٍ كامل وهذا غير صحيح 

فالشمس تبقى في بعض الأبراج زمناً أطول بكثير مما تمضيه في برجٍ آخر،

فمثلاً تبقى الشمس في |برج العذراء| منذ 18 \ سبتمبر حتى 31 \ أكتوبر، وهذا يعني بأن معظم الناس يقرؤون يومياً عن برجٍ غير برجهم.

خامساً) يدعي بعض المنجمين بأن ما يفعلونه هو مجرد تحليلٍ للشخصيات،

 ولكن| تحليل الشخصية |يكون فردياً فكيف يمكن تحليل شخصيات ملايين البشر دفعةً واحدة.

سادساً) يستند معظم المنجمين في إدعاءاتهم إلى ما يسمونه تأثير الكواكب و الأجرام على البشر

 و كأنهم لا يدركون الفوارق الكبيرة بين تلك| الكواكب |ولا يدركون المسافات الكبيرة التي تفصلنا عنهم

 فمن حيث| الجاذبية| نجد بأن جاذبية |المشتري| تفوق جاذبية |المريخ|  بعشرة آلاف مرة ورغم أن |المريخ |أقرب إلى الأرض إلا أن تأثير جاذبيته على| الأرض |أقل بكثير،

أما |عطارد| فيكاد لا يؤثر مطلقاً على الأرض من حيث الجاذبية بسبب صغره،

 بل إن أي شخص كان بجوارنا عند ولادتنا كان له تأثيرٌ جاذبيٌ أكبر بكثيرٍ من أي كوكبٍ آخر. 

أما من حيث |الحقول المغناطيسية |فبعض |الأجرام| لا تمتلك أي حقل مغناطيسي مثل |القمر| و|الزهرة |

أما المجال المغناطيسي للمشتري فهو أكبر من المجال المغناطيسي للأرض بعشرين ألف مرة،

 فكيف يمكن لتلك الأجرام التي تختلف عن بعضها كل ذلك الاختلاف أن تترك نفس التأثير على البشر؟


لماذا لا يزال معظم الناس يتابعون الأبراج ويعتقدون بصحتها؟

1) هناك الكثير من الدجل من قبل المنجمين أنفسهم ومن يرعاهم ويدعمهم 

وللأسف هناك دول وحكومات تدعم المنجمين وتروج لهم لتحقيق غاياتٍ ومكاسب محددة.

2) معظم الناس يعانون من صعوبات الحياة ويحتاجون إلى بادرة أمل تشعرهم بأن المستقبل أفضل،

 ما يمنحهم دفعةً إلى الأمام ليستمروا في تحمّل ما يتحملون.

3) معظم الناس لا يعرفون تفاصيل الفلك العلمية 

فالمنجمون يستغلون جهل الناس و بساطتهم وحاجاتهم لتمرير ما يريده مشغلوهم وما ينعكس عليهم ببعض المكاسب.


إذا غيرت رأيك في موضوع الأبراج فشارك المقال مع من يهمك أمرهم. 


بقلك سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.